بذور الموت و ثماره في اليمن !
يمنات
أكرم عبد الفتاح
إضافة للكوليرا و الدفتيريا, يظهر وباء جديد لا يمنحك سوى فرصة تغيير حالتك على الفيس قبل إدخالك في غيبوبة ليوم واحد. تغادر بعده مع شهادة وفاة لا يمكنها الجزم بنوع المرض -لانعدام إمكانية التحليل- فيلجأ كاتبها للتخمين أو يكتفي بالتشبيهات و الوصف البلاغي…
إنعدام الرعاية الصحية و نقص الأدوية و تضاعف ثمن المتوفر منها بسبب الحصار و الحرب الاقتصادية هي ظروف تجعل من الأمراض البسيطة إصابات فتاكة, ناهيك عن المعدل المهول لوفيات مرضى الفشل الكلوي و بقية الأمراض المزمنة و الذين كادوا يبلغون مرحلة الانقراض لولا تعزيزهم بدفعات جديدة من المرضى المُستجدِّين على مسار الموت التدريجي الذي لم يعد بطيئا كما كان قبل ثلاثة أعوام.
وباء جديد !.. لا فرق إن كان انفلونزا الطيور أو حتى انفلونزا الضفادع, فبذور الموت و ثماره في اليمن واحدة منذ خمسين عاما و غالبا ما تكون على هيئة مكرمات متوالية من جارتنا النفطية.